اية في سورة يونس تفيض منها الدموع طالما علمنا تأويلها
سبحان من رحمته وسعة كل شي
( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ( 11 ) )
يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده : أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفا ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء ؛ ولهذا قال : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم ) أي : لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك ، لأهلكهم ، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك ، كما جاء في الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده :
حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا يعقوب بن محمد ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد ، حدثنا جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدعوا على أنفسكم ، لا تدعوا على أولادكم ، لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم " .
ورواه أبو داود ، من حديث حاتم بن إسماعيل ، به .
وقال البزار : [ و ] تفرد به عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري ، لم يشاركه أحد فيه ، وهذا كقوله تعالى : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) [ الإسراء : 11 ] .
وقال مجاهد في تفسير هذه الآية : ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ) هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه : " اللهم لا تبارك فيه والعنه " . فلو يعجل لهم الاستجابة في [ ص: 252 ] ذلك ، كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم .
سبحان الله والله ان الله لأرحم بالعبد من رحمة الأم بأبنها
قال تعالى في اخر سورة المزمل
(( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ))
سأل عبد النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله
اني اذنب فأتوب وثم أذنب فأتوب ذم أذنب فبما تنصحني
قال تب قال يا رسول الله اتوب واعود قال تب قال اتوب واعود
قال تب فإن الله لا يمل حتى تملوا
فيجب على العبد ان يعرف صفات ربه
قال تعالى :
(( قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))
فأنت ما زلت عبد لله واسرفت على نفسك بالمعاصي فلا تيأس من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنهوا هو الغفور واسع المغفرة والرحمه
فقط ما يجب فعله هو ان تدعوا الله ان يغفر لك ذنبك
وان تقوم بما يرضى الله عنك
اللهم تغمدنا في رحمتك وارضى عنا
اللهم إنـّـا نسألك موجبات رحمتك
اللهم ارحمنا فأنت خير الراحمين
وختاماً صلى اللهم وسلم على محمد
منقول للامانة