هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي . ولد سنة 363هـ في مدينةالمعرة نشأ المعري في بيت علم ووجاهه ، وأصيب في الرابعة من عمره بالجدري فكف بصره . درس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه على نفر من أهله ، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء ، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه ويدل شعره ونثره على أنه كان عالما بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق ، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار . كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر . سافر في أواخر سنة 398هـ إلى بغداد فزار دور كتبها وأخذ عن علمائها ، وكانت بغداد في ذلك الوقت مجتمع علماء العصر في كل العلوم والفنون . عاد إلى المعرة سنة 400هـ وشرع في التأليف والتصنيف ملازما بيته ، ودعا نفسه رهين المحبسين ، أي حبسه عن النظر بعد عماه ، وانحباسه في منزله لم يغادره حتى توفي.عاش المعري بعد اعتزاله زاهدا في الدنيا ، معرضا عن لذاتها ، لا يأكل لحم الحيوان ، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل ، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن . يعتبر المعري من الحكماء والنقاد.توفي المعري عن 86 عاما ودفن في منزله بالمعرة .
آثاره
رسالة الغفران
ديوان اللزوميات
ديوان سقط الزند
عقيدته
وقد أثارت عبقري المعري حسد الحاسدين فمنهم من زعم أنه قرمطي ، ومنهم من زعم أنه درزي وآخرون قالوا إنه ملحد ورووا أشعارا اصطنعوا بعضها وأساؤوا تأويل البعض الآخر ، غير أن من الأدباء والعلماء من وقفوا على حقيقة عقيدته وأثبتوا أن ما قيل من شعر يدل على إلحاده وطعنه في الديانات إنما دس عليه وألحق بديوانه ، وممن وقف على صدق نيته وسلامة عقيدته الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660هـ وأحد أعلام عصره ، فقد ألف كتابا أسماه : (العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري) وفيه يقول عن حساد أبي العلاء : "فمنهم من وضع على لسانه أقوال الملحدة ، ومنهم من حمل كلامه على غير المعنى الذي قصده ، فجعلوا محاسنة عيوبا وحسناته ذنوبا وعقله حمقا وزهده فسقا ، ورشقوه بأليم السهام وأخرجوه عن الدين والإسلام ، وحرفوا كلامه عن مواضعه وأوقعوه في غير مواقعه" . وقد درس على أبي العلاء كثير من طلاب العلم ، ممن علا شأنهم في العلم والأدب ، ومنهم أبو القاسم علي بن المحسن التنوخيوأبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي ، و أبو الطاهر محمد بن أبي الصقر الأنباري ، و أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي فلم نجد أحد منهم إلا مثنيا على علم المعري وفضله ، معجبا بشدة فطنته وقوة حافظته ، معترفا بحسن عقيدته وصدق إيمانه .